المادة    
السؤال: خرج الملايين في دول غربية استنكاراً للحرب والطغيان الأمريكي قبل أن يحل الخراب والدمار وآثار الإشعاع التي ستكون نكبة على المنطقة كلها لعشرات السنين، كيف نزيد من تفاعل أهل الأرض معنا وفهمهم لنا ولحقوقنا وديننا؟
الجواب: هذا في الحقيقة مما يقيم الحجة علينا، إذا كان إخواننا المسلمون في كل مكان وقفوا وحاولوا، وحتى تطوع من تطوع أو أراد، وقدم من تقدم وتظاهر ورفع صوته، إذا كان أيضاً الذين أنكروا العدوان أنكروه وهم في داخل أمريكا وفي أوروبا وفي بريطانيا حتى كانوا أكثر من المؤيدين، إذا كان حتى في أستراليا عملوا سلاسل بشرية ومنعت بعض السفن أن تبحر، والقضية قضيتنا والدفاع عنا، ونحن المتضررون أعظم الضرر ومع ذلك يدافع هؤلاء، إذاً أين نحن؟ ماذا قدمنا؟ ماذا فعلنا؟
حقيقة هذا الذي حدث دفع بعض إخوانكم من أهل الغيرة إن شاء الله ومحبة للدين وانتصاراً له، من مشايخ ودعاة وكذا، أن يفكروا ويقولوا: لماذا لا نقدم عملاً نجتمع عليه وتجتمع الأمة عليه، ويكون إن شاء الله تبارك وتعالى فيه خير واستثمار لهذه الأحداث وهذا التعاطف والتفاعل مع قضايانا في جميع أنحاء العالم، ويكون مدخلاً للدعوة إلى الله، ولبيان حقائق الإسلام ومحاسنه والعدل في الإسلام، والقوة والشجاعة أيضاً في الإسلام؟!
العالم بدأ يقرأ ويهتم كثيراً جداً بالإسلام، وبدأ يتعجب من الانتفاضة ثم الهجمات على أمريكا، ثم هذه الحرب، أصبح الإسلام حديث العالم كله، في الإعلام كله تقريباً في أي بلد في العالم.
إذاً.. ماذا قدمنا؟
ما هي الصورة التي يجب أن نوضحها عن الإسلام؟
كيف نتعاطف مع هؤلاء؟
مع الأسف الشديد! الذي يحصل أحياناً هو أن بعض الدول خاصة دول الخليج تستأجر شركة إعلام، وتقوم الشركة الأمريكية نفسها بإعلانات وأشياء، حتى كأنه لا يوجد شيء عندنا نقدمه، أو نفعله! شخص يقوم يدافع أو يتكلم عني أو يكتب ما يشاء، لا، نحن نقول: يجب علينا أن نعمل.
ولذلك كما قلت: عندما تنادى إخوانكم هؤلاء طُرحت عدة مشاريع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعاً وأن ترى النور قريباً، وأنا لا أريد أن أفتات على بعض الإخوة في هذا، لكن أبشركم بأنكم سوف تسمعون قريباً بعض هذه المشروعات، ونرجو أن تتعاطفوا معها، منها مثلاً: مقاطعة اقتصادية قد يوضع لها برامج -وهي موجودة والحمد لله- ومنها أيضاً: حملة إعلامية ودعوية وتوعوية عن هذا، ومنها نوع من التواصل مع هؤلاء والمراسلة لهم، وشرح حقائق الإسلام لهم، وتقدير موقفهم حتى يعلموا أننا أمة يمكن أن تعرف العدو من الصديق وتميز بين هذا وهذا.
ومن أعظم الفوائد التي تؤتي أكلها بإذن الله، أن الشعب الأمريكي خاصة المثقفين فيه سوف يعجبون جداً بالإسلام، من كتب الله له الهداية، ((إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ))[القصص:56] لكن ستجد أن الكل سيتفق على عظمة هذا الدين من آمن ومن لم يؤمن، لكني واثق أن كثيراً منهم سوف يؤمن.
لكن الحقيقة التي تهمنا هنا أن نكون أعطينا الصورة الحسنة عن ديننا، وقدمنا إن شاء الله الموقف الذي يليق بأمتنا.
أرجو ألا تمر إلا أيام وتسمعوا شيئاً من هذه المشروعات أو أفضل منها بإذن الله تبارك وتعالى.